رجلٌ فلسطيني فاقد البصر منذ الولادة، بلده الأصلي فارة قضاء صفد، تربى وترعرع في المدرسة الإنجيلية للمكفوفين منذ العام ١٩٧٠ حتى العام ١٩٨٠ حيث أنهى المرحلة الإبتدائية والمتوسطة متخرجاً من قسم استخدام المقسم الهاتفي عن طريق الإشارة الضوئية من خلال حاسة اللمس. فكان أول كفيف فلسطيني يعمل على المقسم الهاتفي في المكتب الرئيسي للأنروا في بيروت فأتقن وتفوق في استخدام المقسم الهاتفي عبر اللمس وهو في سن السابعة عشر وقد خضع الى العديد من الأختبارات الرقمية إن كانت أرضية وخلوية وإجريت مسابقة لحافظي الأرقام فتبين أنه يحفظ أكثر من ٨٠ ألف رقم يستحق أن يدرج اسمه في موسوعة جينس العالمية آنذاك فكان موهوباً في إلقاء الشعر وكتابة المقالة العاطفية وتسجيلها على كاسيت مع الموسيقى محباً للتواصل الإجتماعي وبناء أوسط العلاقات مع زملائه من خلال التواصل الهاتفي فكان يجيب على اي رقم يطلب منه دون تأخر، فكان أنيقاً مبدعاً ويمتلك ذاكرة تخوله لحفظ آلاف الأرقام مع أسماء أصحابها وفي الآونة الأخيرة قبل ثلاث أعوام أصيب بجلطة دماغية أقعدته عن العمل لمدة ٩ أشهر للعلاج ومن ثم عاد لمزاولة عمله في مكتب الأنروا في بيروت بالرغم من إصابته بكف البصر الكلي زاد عنده إعاقة حركية برغم ذلك ازداد ايماناً واصراراً لأنه يمتلك قدرة عقلية لن تكون حائل بينه وبين اي اعاقة فالمعوق هو من يمتلك عقلاً سليماً ولا يستخدمه في خدمة وبناء المجتمع .
*كتبه: الأستاذ عبد محمد أسعد مدير مؤسسة أبو جهاد الوزير لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة*