تقرير: هبة الجنداوي
شبكة العودة الإخبارية- السويد- 2-5-2019
في زمن الحرب تكثُر السّقطات والمِحن.. وفي زمن الحرب تُولد قصصاً لتروي تجارباً لشبابٍ تركوا أحلامهم وآمالهم في مقاعدهم الدراسية.. ورحلوا! لتبدأ رحلتهم من جديد في بلادٍ جديدة..
تلك الظروف التي تسقُطُ على صدر الإنسان تجعله يقف على مفترق طرقٍ، إمّا أن يستسلم ويتراجع، أو أن يحمل سلاح الأمل ويتخطّى ما يقهره صاعداً نحو النجاح..
هذا ما حدث مع الشابة الفلسطينية "ربا محمود"، التي هربت قبل أربع سنواتٍ من مخيم خان الشيح بريف العاصمة السورية دمشق، بسبب الحرب الضروس التي اجتاحت البلاد، قاصدةً المملكة الاسكندنافية السويد.. لتكون اليوم النموذج الأمثل للاجئين الشباب.. في الإعلام السويدي.
فقبل أيام، أجرى الراديو السويدي لقاءاً مع ربا (٢٤ عاماً) لتروي تجربتها الناجحة في تخطّيها الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في المجتمعات الأوروبية.. فقد استطاعت ربا، وخلال فترةٍ قياسية تقلّ عن سنة، تعلّم اللغة السويدية ودخول كلية الطب الحيويّ في جامعة "لوند Lund" السويدية، رغم كونها متزوّجة وأمّ لطفلة.
تقول ربا لشبكة العودة الإخبارية «وأنا في سوريا درستُ سنة ونص طب بشريّ، لكن بعد الحرب اضطّررتُ وعائلتي لنهاجر إلى السويد كالآلاف من اللاجئين غيرنا.. ولمّا وصلتُ هناك انتظرتُ تقريباً سنة ونصف لأنتسب إلى الجامعة، نظراً لضرورة تعلّم اللغة.. تعلّمتُها سريعاً وكنتُ كذلك أطّلع على منهاج الطب الحيوي في الجامعات السويدية لأكون مستعدة للرحلة من جديد.. وعلى قدرٍ من الحلم في أن أكون باحثةً بعلم الوراثة».
"ربا" رغم المسؤولية المُلقاة على عاتقها كزوجة وأمّ، لم تكن عائقاً أمامها في مسيرتها العلمية والعملية، فبعد دواماتها في كلية الطب البشريّ بجامعة لوند، كانت "ربا" تعمل في إحدى رياض الأطفال ١٠ نحو ساعات تقريباً... فكانت تجربة العمل هي أول تجربة لها للاختلاط بالسويدين.. لتكتشف معها أنّ الفضول والثقة والمبادرة هم الطريق لتكوين العلاقات والنجاح..