-->
مخيمات مخيمات
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
أخبار
جاري التحميل ...
أخبار

الإعلام سلاحٌ ذو حدين فلا تستسلموا له بقلم: الحاج رفعت شناعة



عضو المجلس الثوري لحركة فتح مسؤول الاعلام المركزي – لبنان 4 /4/2019
لا أحد ينكر أهمية الاعلام وأساليبه، ووسائله، وأدواته، ولا أحد ينكر جبروته، وطغيانه، وقدرته على تغيير الموازين، وعلى تزييف الحقائق، وعلى التلاعب بالعقول، والسيطرة على الإرادات  .
أيضاً فإن العقل الاعلامي الذي يوجه الاعلام عبر الوسائل المتوفرة، وما اكثرها في هذه الأيام، هو الذي يؤثِّر وبشكل فاعل في استقرار، أو اضطراب، أو إنهيار، أو تحوُّل المجتمعات إلى ميدان للصراعات، والتدمير الذاتي، والانقسامات.
من هذا المنطلق فإن المطلوب من الانسان الفلسطيني في الداخل وفي الخارج أن يكون واعياً سياسياً، وأن تكون فلسطين هي بوصلته الدائمة, حتى يستطيع أن يحدد خياراته بشكل دقيق .
وعلينا أن نبني وجهات نظرنا بشكل موضوعي, وعلى قاعدة أنَّ ( ليس كل ما يلمع ذهباً ), فالسراب يبدو أحياناً وكأنه ماء .
ومن أخطر القضايا الاعلامية أن تُبرزَ غير ما تُضمر , وان تمرِّر المشروع الذي تريد تحت غطاء إعلامي مختلف عن حقيقة ما يتم التحضير له .
وما يجري اليوم على أرض الواقع يشكل صورة واضحة عن الذي تعيشه الاراضي الفلسطينية المحتلة, حيث تتم الترجمة الفعلية لصفقة ترامب, بإتفاق أميركي إسرائيلي, أما العقبة الرئيسة أمام تنفيذ هذا المشروع فهو الموقف الرسمي الفلسطيني الذي أعلنته القيادة الفلسطينية, وتحديداً الرئيس أبو مازن وبشكل واضح عندما قال : لا لترامب, ولا لصفقة القرن, ولا لاعتبار القدس عاصمة لإسرائيل, ونعم لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية, كما أكَّد باستمرار لا دولة في غزة, ولا دولة بدون غزة . وأنه على حركة حماس أن تنفذ ما اتفقنا عليه في 2011, وفي 2017, حتى نحقق الوحدة الوطنية, ونجري الانتخابات الرئاسية, والتشريعية . لأنَّ الانتخابات أصبحت إستحقاقاً مهماً بالنسبة لواقع شعبنا, ومستقبله .
بالمقابل فإنَّ ما يجري على الساحة الفلسطينية, وخاصة في قطاع غزة يثير المخاوف السياسية, والوطنية حول مستقبل شعبنا الفلسطيني هناك في ساحة القطاع . كما أنَّ المخاوف تطال مستقبل الأهداف الوطنية, والثوابت الفلسطينية .
فالصراع السياسي والميداني في الموضوع الفلسطيني يتصاعد خاصة في مستقبل قطاع غزة . فهل قطاع غزة هو بيت القصيد في موضوع الصفقة الأميريكية الصهيونية ؟ وهل تمَّ توزيع الأدوار السياسية لتنفيذ الرؤية الترامبية, التي قطعت شوطاً مهماً على صعيد الإجراءات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ؟
وهل أصبح خيار فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية تحوُّلاً سياسياً ضرورياً من أجل استكمال رسم المشروع الصهيوني ؟
واذا كان الرئيس محمود عباس يرفض علناً إقامة دولة في غزة المنفصلة عن الضفة الغربية, فهل حركة حماس مصممة على إقامة كيانٍ لها, تحت مسمى إسلامي بعيداً عن الضفة الغربية؟!
إن المؤشرات الميدانية, والامنية, والسياسية التي تجري في قطاع غزة تذهب بهذا الاتجاه, ولا تحتاج إلى تفسيرات, ولأن الشمس لا تُغطَّى بالغربال . وهنا نأتي على ذكر مجموعة من الحقائق:
أولاً: إنَّ الانقلاب العسكري الذي حدث بتاريخ 2007/6/14 , واستهدف بنية السلطة, ومؤسساتها ورجالها لم يكن حادثاً عابراً, وانما كان ركيزة لمشروع سياسي كبير بمستوى الحدث, وهذا ما أثبتته التطورات اللاحقة خلال الأثني عشر عاماً .
ثانياً: عرقلة المصالحة بشكل دائم من قبل قيادة حماس, وليس من قبل حركة فتح, للحفاظ على قطاع غزة تحت سيطرة قيادة الأمر الواقع .
ثالثاً: الهيمنة على قطاع غزة في كل مناحي الحياة, وذلك من خلال تحجيم واضعاف حركة فتح كقائدة للمشروع الوطني, وهذا يعني إضعاف مشروع م.ت.ف.
رابعاً: خنق الحريات, واخضاع الجميع لقرار سلطة الامر الواقع في القطاع, إضافة إلى ما يعيشه الشعب في القطاع تحت عوامل ضاغطة, وقاهرة, وخاصة الغلاء الفاحش, وارتفاع نسبة الفقر, ونسبة البطالة, وقسوة المجاعة مما أدى إلى خروج الجماهير في احتجاجات, ومظاهرات رفعت شعار((بدنا نعيش)) لكنها قوبلت بالقسوة والضرب, وهذه رسالة واضحة إلى الكل الوطني في غزة, بأن الحكم في قطاع غزة هو لفصيل واحد, وهو الحاكم بأمره, وعلى الجميع أن يسلموا بالأمر الواقع .
خامساً: كان واضحاً إستثمار مسيرات العودة الأثنين والخمسين خلال السنة السابقة والحالية في خدمة أهداف سياسية معينة, وهذا ما اتضح في الأشهر الأخيرة بإبعاد المتظاهرين عن مواقع الجيش الصهيوني, فالمئات من قوات حماس يرتدون السترات البرتقالية لإبعاد الاهالي .
سادساً: كان واضحاً أن حركة حماس ومنذ سنوات, تسعى إلى تطبيق نظرية الهدوء من حماس مقابل التهدئة من قبل العدو الاسرائيلي, وهذا ما وصلنا إليه من خلال أطراف التفاوض الاقليمية بين حماس والكيان الصهيوني, والمتابعة الدقيقة من قبل الولايات المتجدة .
سابعاً: بات واضحاً أن حركة حماس جادة في هذا الموضوع, وهي تريد التهدئة في غزة, حتى يتم التفاوض معها بصفتها المسيطرة على القطاع دون منازع, وأنها مدعومة من أطراف إقليمية .
ثامناً: إنَّ القيادة الفلسطينية أبلغت الجميع بأن الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي حول التهدئة أو الهدنة, تقرره قيادة م.ت.ف وليس أيُّ فصيل بعينه. وأن اتفاق التهدئة السابق في العام 2014 وقَّعت عليه قيادة م.ت.ف , وليس حماس كفصيل, وما تضمَّنه كان يخدم الشعب الفلسطيني .
تاسعاً: إنَّ مبدأ التسوية والتفاهم في غزة بعيداً عن قيادة م.ت.ف , المعنية بالتوقيع على أي إتفاق, يؤكد التفاهمات الضمنية بين قيادة حماس والاحتلال, وركيزتها أنَّ الحل القادم لقطاع غزة سيؤكد على الجوانب الانسانية أي الطعام والشراب, وتنشيط الأيدي العاملة, وتوسيع مساحة الصيد للصيادين, تم توسيع مساحة قطاع غزة لفتح باب الأستثمارات الاقتصادية المغرية .
عاشراً: إنَّ ما يجري اليوم من تفاوض, ومن تفاهمات بين قيادة حركة حماس من جهة, والاحتلال الاسرائيلي من جهة ثانية بعيداً عن م.ت.ف, إنما يدل على مدى التفاهم والتساوق بين الطرفين لتحقيق الاهداف الاسرائيلية وأهمها: إستبعاد مليوني فلسطيني في غزة عن الصراع المتواصل في الضفة والقدس .
وثانياً: الضغط على الرئيس أبو مازن من أجل التوقيع على صفقة القرن وإلاَّ فإنَّ البديل الفلسطيني جاهز بأن يقوم بالدور المطلوب .
وثالثاً: تحطيم المشروع الوطني الذي يستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة العام 1967, ويصبح كيان أو إمارة غزة هي البديل الحالي عن الدولة .
رابعاً: إنَّ هذه التهدئة التي تسعى إليها سلطة الأمر الواقع في غزة ستبعد الانظار عن القضايا الاساسية والجوهرية وخاصة موضوع القدس والمقدسات التي تحتاج إلى وقفة وطنية شاملة .
حادي عشر : لقد صرَّح نتنياهو وبشكل واضح بأنهم يدفعون الثلاثين مليون دولار لحركة حماس, وهي قيمة رواتب الموظفين, وذلك من أجل الحفاظ على إستمرارية الانقسام . فالدول عندما تدفع الاموال لعدوها فهذا أمر خطير, ويدل على أن الجهة الدافعة تريد الثمن سياسياً, وهذا ما يستدعي التدقيق بما يجري خلف الستار, علماً أنَّ كل شيء, أصبح مكشوفاً .
ثاني عشر : إنَّ الهجوم الدائم على الرئيس أبو مازن بأنه لا يدفع الاموال لقطاع غزة هو أمر باطل من أساسه . فالرئيس ابو مازن وأمام العالم كله قال : نحن ندفع نصف موازنة السلطة لقطاع غزة, أي لحركة حماس تحديداً . ورغم ذلك فإنَّ التحريض الاعلامي الذي تحدثنا عنه في المقدمة لتشويه صورة الرئيس أبو مازن مفضوح ومكشوف لجماهير شعبنا . وعلينا أن نحترم عقول أبناء شعبنا وهم الذين صنعوا هذه الثورة, وليس من السهل خداعهم, أو تجاوزهم .
التطورات التي تحدثنا عنها مدِّمرة وقاتلة لقضيتنا الفلسطينية, ونأمل من كافة الفصائل الفلسطينية والوطنية أن تعيد النظر في مواقفها السياسية, والداخلية لأنَّ الخطر داهم, والتاريخ لا يرحم, وفلسطين ستبقى تعيش في قلوبنا, ووجداننا, وعقولنا .
الحاج رفعت شناعة
عضو المجلس الثوري لحركة فتح
مسؤول الاعلام المركزي – لبنان
2019/4/4

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مخيمات

2016

الويندوز للجميع