لست بطبيب نفسي:
ولكن لنضع النقاط على الحروف ما بين الفعل وردة الفعل...
فلنتصور انسانا" عندما يستيقظ من نومه ويفكر بفاتورة الكهرباء ووصل كهرباء الاشتراك وانذار البلدية وفاتورة الهاتف الأرضي وتشريج الموبايل وضبط المياه في البناية لأنهم قد أجبروا كل شقة أن يكون لها اشتراك خاص وسيارته الخالي خزانها من الوقود وسعر صفيحة البنزين ما يقارب 30 الف ليرة ، واذا كان موقع عمله يحتاج الى كمية معينة من البنزين في غياب مواصلات الدولة الثابتة والمحترمة ، كم سيدفع من راتبه لقاء البنزين ؟ واذا كان سيدفع للمدرسة القسط المحلق المرتفع وهو بعد لم يأخذ الافادة لابنه التلميذ عن السنة الماضية بسبب عدم دفع الدفعة المتبقية من القسط الكامل ..ويفكر انه حين عودته الى المنزل مساء سيسأله أطفاله عن المحفظة الجديدة للكتب وعن القرطاسية ، وهل أحضر لهم الكتب الجديدة للعام الدراسي الجديد ؟.
.وسائق الاوتوكار يلمح الى انه يجب ان يرفع تسعيرة النقل لأن البزين غالي السعر، وانه يجب ان يتعاقد مع أستاذ خاص ليلقن أولاده الدروس الخصوصية لأنه في بعض المدارس الرسمية هناك قلة من الاساتذة الغير مؤهلة لاعطاء المادة التدريسية ، مما يضطرك للتعاقد مع مدرس خاص لتقوية أولادك .
.وتسالني بعد ذلك : انه حين يقود المرء سيارته وسط الروائح المزعجة والمناظر التي تخدش البصر كيف ستكون قيادته للسيارة ؟
الجواب : ان أعلى نسب حوادث السير في العالم هي في لبنان ، كي لا نتكلم عن نسب السرطان ..
فهل سألتم أصحاب العلاقة كيف سنخفض البلاء عن أولادنا فلذات أكبادنا
الذين ألقينا بهم في الشوارع ؟
كيف سنحميهم من غضب الدراجات النارية والسيارات التي لا يرى أصحابها الا أرقام الفواتير؟...
أكرر: أني لست طبيبا" نفسيا" لكني أرى اننا واصلون الى طريق مسدود وقد يكون شيئا" أسوء من ذلك بكثير ..
ان هذا برسم الجميع ...
فلنعد الى شريعة العقل لا الى غرائزنا ،
ولنضع نصب أعيننا رؤية لبداية حل لمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية التي آن الأوان ونحن شعب المقاومة وأهلها التي نجل ونحترم ان نولي هذا الملف الاقتصادي والاجتماعي الأهمية الكافية ،
لأنني أقول دائما": ان الحاضنة الطبيعية للمقاومة يلزمها هواء نظيف وحياة كريمة كي تتنفس بحرية ...
الدكتورعبد الناصر أبو خليل
صور*