الأخوةُ المعلمونَ، الأخواتُ المعلماتُ،
اعتادتِ الرابطةُ أن تطلَّ عليكم في بدايةِ كلِّ عامٍ دراسيٍّ، لتوجيهِ التحيةِ والتقديرِ لكم، وتتطرقَ إلى القضايا التي تهمُّ المعلمين على جميعِ المُستوياتِ. وقد استبشرنا خيرا بإعلانِ إدارةِ الأُونروا انطلاقَ العامِ الدراسيِّ الحاليِّ، إلا أنَّ هذه الانطلاقةَ بدأتْ متعثرةً بسبب القراراتِ الاستنسابيةِ التي اتّخذتْها إدارةُ التعليمِ بناءً لتوجيهاتِ إدارةِ الأونروا، في محاولةٍ منها لمواجهةِ الأزمةِ المالية الحاليّةِ وتطويقِ تداعياتِها.
وفي ضوء هذه الظّروف التي تُثقِلُ كاهلَ المُعلّمين، يهُمّنا أن نُوضِّحَ الآتي:
1_ إنّ الأزمةَ الماليةَ الرَّاهنةَ لا يمكن حلُّها من خلال تحميلِ المعلمينَ الثانوييّن أعباءَ غير قانونيةٍ فوق أعبائهم. وبهذا الصّدد، نُبدي أسفنا لبيان المجلس التّنفيذيّ الذي أفرغ المشكلة من مضمونها، ولم يقترب من لُبِّ القضيّة مُطلقاً.
2- إنّ زيادةَ نِصابِ ساعاتِ التّعليم حصّتيْنِ لأُستاذِ المرحلة الثانويةِ يُعتبرُ مخالفاً للنُّظمِ المُطبّقةِ منذُ إنشاءِ الثانويات في لبنان، ومخالفٌ أيضاً لنظامِ التعليم في الدولةِ المضيفةِ، كما أنَْهُ يُربكُ العمليةَ التربويةَ والتعليميةَ، ويضربُ سياسةَ الإصلاحِ التَّعليميِّ وجودته عُرضَ الحائط، ويُسبِّبُ هدراً للأموالِ التي صُرِفت على الخطط والبرامجِ والمشاريعِ التي هدفتْ إلى تحقيقِ تعليمٍ ذي جودةٍ.
3- إنّ رفعَ عدد حصصِ الأستاذِ في المرحلةِ الثانويّةِ إلى أكثرَ من 20 حصَّةً، سيجعلهُ مُضطرا لتعليمِ مادةٍ من غيرِ اختصاصهِ، وبالتالي سينعكسُ هذا الواقعُ سلبا على طلابنا منْ حيثُ التّحصيل والسُّلوكِ، ويَمسُّ بعناصرِ العمليّةِ التّربويّةِ، ويُشوِّهُ أهدافَ التّعليمِ. ونرى فيها خطوةً جديدةً للتَّخلصِ من معلمينَ مُثبتين على ملاكِ الثانوي.
4- إنّ هذا القرارَ، في حال سُمحَ بتمريرهِ وتطبيقهِ لهذا العام، فلربّما نشهدُ العامَ القادمَ فُصولاً أخرى من القراراتِ الجائرة، ومنها رفعُ نصابِ حصصِ التعليم في المرحلةِ المتوسّطةِ.
5- إنَّ رابطةَ المعلمينَ في لبنانَ ترفضُ هذا القرارَ جملةً وتفصيلا، وتدعو للتراجعِ عنهُ فوراً، وتُحمِّلُ إدارةَ الاونروا تبعاتِ تطبيقهِ وندعو اتّحادَ العاملين والمجلسَ التنفيذيّ تحديدا للارتقاءِ بتحرُّكاتهِ إلى مستوى الحدثِ، وليكونَ سدًّا منيعا في وجه تطبيقِ هذا التعديلِ المخالفِ للقانون.
6- ننصحُ المجلسَ التنفيذيَّ أن يتبنَّى مطالبَ الأساتذةِ الثّانويّينَ جميعَها، وأن ينظُرَ في مظْلَمَتِهم فوراً، وأنْ يتّخذ خطواتٍ سريعةً وعاجلةً، لأنّ التلكؤَ ليسَ في مصلحةِ الثانويين، كما ندعوه ليستفيدَ من ورقةِ الضَّغط التي يُمثّلها هؤلاء الأساتذة، ويضعَها على طاولةِ الأونروا. كما نهيبُ بهذا المجلسِ أن يُقلِعَ عن سياسيةِ المداهنةِ والمهادنةِ تجاه إدارةِ الأونروا، فهناك فرقٌ شاسعٌ بين المحافظةِ على الأونروا كمطلبٍ عامّ ومُلِحٍّ نتشاركُ فيه جميعاً، وبين الظلمِ الذي سيقع على المعلمين نتيجةَ تطبيقِ هذا الإجراءِ التعسفيِّ.
7- إنّ رابطةَ المعلمين تهيبُ بمدراء الثانوياتِ أن يُبقوا على توزيع البرنامجِ على أساسِ 20 حصةً، وذلك وفقاً لما تمَّ في أول يوم تعليميّ.
8- إنَّ الأساتذةَ لا يزالون ينتظرونَ وصولَ لجنةِ المسحِ التي وُعدوا بها في وقتٍ سابقٍ، أسوةً بزملائهم في الدّولةِ المُضيفةٍ، وسيظلونَ يطالبون بحقِّهم في نيْلِ الزيادة التي يستحقّونها، والتي تتناسبُ وجهودهم المُضنية التي يبذلونها.
9- يهُمّنا في الرابطة التّأكيدَ على حقّ خرّجي دار المعلمينَ في أخذِ نصيبهم من الوظائفِ، وأنْ يتساوَوا مع حَمَلةِ الإجازةِ الجامعيةِ، ونستهجِنُ عدم مواكبةِ الاتّحادِ لتحرّكاتهم يوم الجمعة الماضي.
10- ونستهجن شطب ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني وذكرى النكبة من رزنامة العطل المدرسية وندعو إلى وضعها لأنها من المناسبات الوطنية الفلسطينية الثابتة.
11- ندعو ادارة الاونروا التي يقف مفوضها العام إلى جانب اللاجئ الفلسطيني إلى إصدار قرارات تشعر الموظف بالامن الوظيفي لا أن تكون عامل توتير وقلق.
12- نُشدّد على حقِّ المعلّمين في الدّفاعِ عن مظْلَمتهم الواقعةِ عليهم بكافّةِ السُّبل المشروعةِ، وإذا لم يستطع الاتّحادُ أن يقومَ بواجبهِ كاملاً في الدّفاعِ عن قضايا المُعلّمين وحقوقِهم ورفْعِ الغُبنِ اللاحقِ بهم، فليُعلِنْ ذلك صراحةً على المَلَأ. وفي حال استمرّ هذا الصّمتُ المُريبُ فإنه من حق المُعلّمين أن يتجاوزُوا هذا الاتّحاد وأن يرفعُوا الصّوتَ عالياً للمُطالبةِ بحقوقِهم.
13- إننا نستنكر القرار الامريكي الظالم الذي يستهدف وجود الاونروا واللاجئين وندعو الدول التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية ان تدعم الاونروا وتبقي على ديمومتها لأنها الشاهد الدولي على نكبتنا.
بيروت في 3 أيلول 2018