*بقلم : محمد حسون*
*منتدى الإعلاميين الفلسطينيين/ قلم*
إن المتابع لظروف اللاجئين الفلسطينيين المعيشية وهمومهم في جميع المخيمات والتجمعات ويرى بعينيه وقلبه حجم المعاناة التي أصبحت تزداد بزيادة النزيف القاتل دون رؤية من يسعى لإيقاف الدم السائل ولو حتى شفقة من هذا الجسد المتهالك المتتالية عليه النكبات.
🔷👈🏻 *فمما لا شك فيه أن كل كائن على هذه الكرة الأرضية يبحث عن بيئة تلائمه كي يستكمل حياته فيها ، فمن الصعب أن يعيش الإنسان على كوكب يفتقد لضروريات العيش كالهواء والماء والأمن ، والمعلوم أن الطيور تهاجر كي تبحث عن مكان يناسب متطلباتها كالماء والطعام والأمان الذي يحفظ لها حياتها وتواجدها وحتى لا تكون فريسة أيضا" لغيرهها .*
فعندما تصل الأمور في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ككل ، والتي يعيد أبناءه مجددا” رفع شعار المطالبة بالهجرة أو الإنتقال إلى مكان ملائم يحفظ أمنهم ومالهم وأعراضهم وكرامتهم ويؤمن لهم فقط متطلبات العيش الكريم فاعلم أن هناك مصيبة وأزمة حقيقية لم يعد بمقدور أحد أن يتحملها ، وأن الشعرة ما بين ولاة الأمر والشعب قد قطعت ، الذين غيروا بيئة المكان وظروفه ومعالمه بل سعوا إلى تحويل المخيمات إلى غابة يشعر كل من يسكن فيها أنه لا يستطيع التلائم معهم ولا حتى الناس فيما بينهم وكل ذلك بسبب ما يحصل من عجائب أدت إلى حصول فجوة كبرى من فقدان للثقة وغياب الدور الفعلي المسؤول الذي يقدم المصلحة العامة على الخاصة ويحترم وظيفته التي هو مؤتمن عليها والذي يسعى ويحرص البعض على تطبيقها ولكن يد واحدة لا تصفق .. فالحقل مليئ بالألغام .
♦👈🏻 *فالكثير من الملفات والقضايا والأزمات على كافة الأصعدة دون تسميتها وذكر تفاصيلها والتي تدخل فيها المخيمات والتجمعات الفلسطينية من شمال لبنان إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه ، والتي ما إن فتحت استحالة عدم إقحام المصلحة الشخصية ودراسة نسبة الاستفادة والخسارة ،إضافة لتقسيم الأرباح على حساب الناس وأذيتهم والتي أصبحت تطفو وتفوح منها الروائح الخبيثة والمقززة.*
فالذي أوصلنا لهذه الحالة من المستوى المتدني من اللاوطنية واللامبالاة هو تحويل بعض المنتفعين من القضية الفلسطينية والقضاء على ملف اللاجئين أو إمساكه إلى مؤسسة ربحية بغية تحرير فلسطين تبعا لصراع المحاور الإقليمي ، باستخدام الخاضعين لسلطات النفوذ المتصارعة ، الذين يعملون سوط بيد الجلادين على حساب أذية الناس ليناجونهم خوفا" وطمعا" .
🔷👈🏻 *فالكل متهم بالتقصير واللوم الاكبر يقع على من يعتبرون أنفسم ممثلين لهذا الشعب ولكن في مخيماتنا " حارة كل مين إيدوا إلو" ومن أمن العقاب أساء الأدب ، فلو أن الناس هبت جميعها وقامت بنثر ورود ربيعها الفلسطيني للتغيير لتحصيل أبسط ما يمكن تحصيله من حياة فيها أمن واستقرار فبالتاكيد العيش الكريم حليفها ، فأما إن بقيت تنتهج مسلك الأنانية واللامبالاة فخيار الهجرة أقل خسارة وأفضل من يباسنا على شجرة يئست جذورها في البحث عن الماء في باطن أرض أصابها الجفاف ، أو انتظار تساقطنا عنها عند أول لفحة هواء خريفي يتناثر على وجوهنا فيه غبار البأس والحقد في الهيجاء لاستلام مفاتيح القدس وفلسطين محررين.*