البلد | محمد دهشة
نجا القيادي في حركة "حماس" في لبنان محمد عمر حمدان من عملية اغتيال بأعجوبة، في استهداف أمني هو الأخطر في مدينة صيدا، خرق الهدوء السياسي مع نهاية عطلة الاسبوع، تاركا بصمات "اسرائيلية"، على اعتبار أن حمدان ليس معروفا انه ينتمي الى "الحركة" ولا في الوسط السياسي اللبناني والفلسطيني في صيدا ومخمياتها.
الاستهداف الأمني الذي قرىء فلسطينيا، انه في يأتي إطار "الحرب المفتوحة".. بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، بعدما تبنت الحركة رسميا في بيان إنتماء حمدان الى صفوفها، لتحسم اللغط والجدل حول مهامه ودوره وصلة قربه من القيادي البارز اسامة حمدان، كونه معروفا بانه استاذ في مادة الكيمياء، وان المؤشرات الاولية تميل الى وجود اصابع صهيونية خلف هذا العمل الاجرامي، وبأنه لا يأتي في اطار أي خلافات فلسطينية داخلية أو بما يجري في مخيم عين الحلوة، أعتبر في الوقت نفسه لبنانيا، أنه استهداف لأمن واستقرار المدينة ومحاولة لايقاع الفتنة والتوتير، وبينهما تعالت الدعوات الى انتظار نتائج التحقيقيات العسكرية والامنية اللبنانية لحسم الامر ولتبني على الشي مقتضاه.
وفي التفاصيل، انه عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، انفجرت عبوة ناسفة في مرأب في مبنى سكني يقع في منطقة "البستان الكبير" قرب مدارس "الايمان" في صيدا، استهدف الكادر في حركة "حماس" محمد عمر حمدان "ابو حمزة" يبلغ من العمر 34 عاما وهو ليس شقيق القيادي البارز في الحركة اسامة حمدان كما تردد سابقا وقد نجا من الموت بأعجوبة واصيب في قدمه وقد نقل مركز لبيب الطبي في صيدا للمعالجة وخضع لعملية جراحية وحالته الصحية مستقرة وفي كامل قواه العقلية.
وروى شهود عاين لـ "صدى البلد"، أن حمدان قام بفتح باب سيارته وهي من نوع "بي أم" فضية اللون، ثم توجه الى الصندوق الخلفي لوضع بعض الاغراض فيه، فانفجرت العبوة الناسفة، فيما كانت زوجته تهم بالالتحاق به ولم تصل اليها، فنجت دون أي اصابة.
ووفق احد اقاربه، فان حمدان، هو استاذ في مادة الكيمياء ويعمل على تطوير المناهج التربوية، ولم يعيش في مخيم عين الحلوة على الإطلاق، بل يقطن في مدينة صيدا وقد درس في الجامعة العربية في بيروت، وليس معروفا في الوسط السياسي أو الأمني أو في المجتمع الصيداوي اللبناني أو الفلسطيني، لذلك طرحت الكثير منعلامات الاستفهام حول الاستهداف قبل ان تحسم الحركة بانتمائه اليها، فيما نفى مدير مدارس الايمان في صيدا كامل كزبر الاخبار التي تحدثت ان حمدان يعمل كمدرس في المدرسة، مطالبا وسائل الاعلام التأكد من اي معلومة قبل نشرها خصوصا وانها عارية عن الصحة جملةً وتفصيلاً.
وضربت القوى الامنية طوقا أمنيا وباشرت بتحقيقاتها، وتفقد مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادة، مكان الانفجار مع رئيس مكتب صيدا العميد ممدوح صعب، للاطلاع على نتائج التحقيقات الميدانية، اضافة الى قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات والامن العام وأمن الدولة، وكشف الخبير العسكري على السيارة المستهدفة وقدر زنة العبوة بما يزيد عن 400 غرام بقليل، وقد فجرت عبر صاعق وادت الى احتراق السيارة بالكامل، وقد عملت فرق الاطفاء والدفاع المدني على اخماد الحريق الذي اندلع فيها وارتفعت منها سحابة من الدخان الاسود في سماء المدينة.
الجيش وحماس
وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "عند الساعة 12.00، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة نوع BMW فضية اللون، في محلة البستان الكبير- صيدا، ما أدى إلى إصابة صاحبها الفلسطيني محمد حمدان. وقد فرضت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة طوقا أمنيا حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الإنفجار لتحديد حجمه وطبيعته".
بينما أصدرت حركة "حماس" بيانا قالت فيه "استهدف انفجار ظهر الاحد في مدينة صيدا في جنوب لبنان محمد حمدان وهو كادر تنظيمي من كوادر الحركة في مدينة صيدا من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان. وادى الانفجار الى اصابة حمدان في قدمه والى تدمير سيارته وإلحاق الضرر بالمبنى. والمؤشرات الاولية تميل الى وجود اصابع صهيونية خلف هذا العمل الاجرامي. وتتابع الأجهزة اللبنانية المختصة التحقيق في الانفجار.
واكد نائب المسؤول السياسي لحركة "حماس” في لبنان جهاد طه "ان محمد حمدان الذي استهدف بعملية التفجير في صيدا هو احد أعضاء الحركة ويعمل في مكتب مسؤولها السياسي في لبنان احمد عبد الهادي”، محملا العدو الإسرائيلي المسؤولية في استهداف حمدان، لافتا الى "ان حالته مستقرة ويخضع للعلاج في احد مستشفيات صيدا.
واعتبر نائب قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح، ان الاستهداف الامني في صيدا يحمل بصمات اسرائيلية، على اعتبار ان المستهدف حمدان ليس معروفا سياسي وعلى المستوى الفلسطيني واللبناني،داعيا الى وحدة الموقف الفلسطيني ورفع التنسيق مع القوى اللبنانية لمواجهة اي مخطط اسرائيلي للتوتير الامني.
مواقف لبنانية
واستنكرت النائب بهية الحريري الانفجار في صيدا، وقالت انه هز المدينة واعاد الذاكرة الى التفجيرات السابقة، مشددة انه استهداف بأمن الميدنة ولكن عندنا ثقة كبيرة بالاجهزة الامنية والعسكرية لكشف ملابساته، والقوى الأمنية تقوم بدورها وواجباتها ولها كل التقدير بانتظار التحقيقات بهذا الحادث المروع والذي عمل نوعا من الخوف والفزع بين السكان.
وأضافت الحريري سواء كان الاستهداف لأي من كوادر حركة "فتح" او "حماس"، فان أمن المدينة هو المستهدف، ونحن لا نتخوف من عمليات أمنية أخرى لانه لدينا ثقة كبيرة بالاجهزة الامنية، مشيرة الى ان مخيم عين الحلوة شهد في الفترة الاخيرة استقرارا نتيجة الوعي بين القيادات الفلسطينية والتنسيق مع القيادات العسكرية والامنية اللبنانية، وهناك مسؤولية عالية عند اهالي المخيم ونعتبرها من تثبيت قواعد الاستقرار وان شاء الله تتوقف عند هذه الحدود، وان القضايا الكبرى التي تواجه الفلسطينيون اكبر من أي خلل امني داخل المخيمات، خاتمة "نحن نتواصل منذ اول لحظة مع القيادات الامنية والعسكرية اللبنانية والفلسطينية ونحن بانتظار نتائج التحقيقات واذا اقتضى الامر، فاننا حاضرون لعقد جلسات مفتوحة لمنع اي اخلال بأمن المدينة واستقرارها".
واتهم نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود، العدو الصهيوني بانه يقف وراء عملية الاغتيال، مضيفا "هذه المعلومات ليست مؤكدة ولكن ليس هناك اي خلافات فلسطينية او في مخيم عين الحلوة تستدعي مثل هذا الاستهداف وهذا ما يدفعنا الى اتهام العدو الصهيوني وخاصة ان الشخصية المستهدفة محمد حمدان ليست معروفة على المستوى السياسي او في الوسط الصيداوي.
وتحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود عن طائرة اسرائيلية دون طيار كانت تحلق في سماء المنطقة لحظة وقوع الانفجار، مشيرا الى اصابع الاتهام تتجه نحو العدو الصهيوني الذي له مصلحة في اغتيال المقاومين.
وإستنكر رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الإنفجار، مؤكدا أن ما جرى يدفعنا للدعوة من أجل اليقظة والوعي في هذه المرحلة الحساسة، ونشد على أيدي القوى الأمنية والعسكرية الساهرة للحفاظ على الأمن في هذا البلد وعلى الجميع التعاون معها لتحقيق هذه الغاية.
وشجب الدكتور عبد الرحمن البزري، التفجير الإجرامي الإرهابي، معتبراً أن هذه الرسالة ليست موجهة فقط الى أمن مدينة صيدا أو المقاومة الفلسطينية، وإنما الى الأمن الوطني اللبناني، مشدداً على أن هذا التفجير في توقيته ومكانه يحمل دلالات واضحة على أن العدو الاسرائيلي وعملائه هم من يقفون خلفه، وهو برسم اللبنانيين جميعاً وذلك لتوحيد ساحتهم وتجاوز خلافاتهم، ودعوة للإلتفاف حول الأجهزة الأمنية اللبنانية التي نثق بها لحماية أمن المواطنين، وكشف الفاعلين"، مؤكداً أن صيدا عاصمة الجنوب، وعاصمة المقاومة اللبنانية والفلسطينية ستتجاوز هذا الحدث الأمني الإرهابي، وستبقى على نهجها المؤمن بوحدة لبنان وحقه في الدفاع عن أرضه، وحق الفلسطينيين باسترداد أرضهم، وتحرير فلسطين.
رسالة "طمأنة
من جهة أخرى، تراجعت اجراءات الجيش اللبناني عند مداخل مخيم عين الحلوة بشكل لافت، بعدما قرر الجيش زيادة عدد عناصره المولجة واعتماد طريقة جديدة لتفتيش الداخلين والخارجين، توازي بين الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع دخول المطلوبين ودون أن يؤدي الى زحمة سير أو عرقلة انتقال الطلاب والعمال وحياة ابنائه او اشغالهم.
وزار وفد من "اللجان الشعبية الفلسطينية" في مخيم عين الحلوة التابعة لـ "تحالف القوى الفلسطينية" و"القوى الاسلامية" و"انصار الله"، ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، والتقى مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادة بحضور مسؤول الامن القومي في الجنوب العقيد سهيل حرب، حيث جرى البحث بمختلف الأوضاع الأمنية في المخيم وتحديدا موضوعي الاجراءات الامنية التي اتخذها الجيش اللبناني منذ ايام عند مداخل المخيم وادخال مواد البناء لاعادة ترميم المنازل المتضررة والآيلة للسقوط.
ووصف وفد اللجان الشعبية لــ "صدى البلد"، الاجتماع بأنه كان ايجابيا وبناء، ونقل عن العميد حمادة حرص الجيش اللبناني على الحفاظ على أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني وعلى الشعب الفلسطيني كما الشعب اللبناني، وعلى تعزيز التعاون والتنسيق بما يحقق المصلحة الشتركة، مؤكدا ان الاجراءات الامنية الاخيرة تهدف الى منع دخول اي مطلوب الى المخيم وليس استفزازا لاحد، وأن عدد العناصر على الحواجز كان قليلا وقد جرى معالجة الموضوع عبر زيادة العدد وتغيير طريقة التفتيش بما يسهل حركة الناس وانتقال أبناء المخيم، على ان يقوم معا بجولة مشتركة للتأكد من طبيعة الاجراءات وبعث رسالة "اطمئنان".
بالمقابل، أكد وفد اللجان حرص القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على افضل العلاقات مع الجوار اللبناني ومع لبنان الرسمي والسياسي والامني والشعبي، ومع الاجراءات التي تحافظ على الأمن والاستقرار الفلسطيني واللبناني وكرامة الناس وتسهيل حياتهم وانتقالهم.
وفي موضوع إدخال مواد البناء الى المخيم، اكد العميد حمادي ان الجيش البناني سيقوم بتسهيل الامر على ان يقوم كل شخص يريد الترميم تقديم طلب الى الجيش ونقوم بدراسته والرد عليه سريعا وفي غضون ايام اذا كانت كمية المواد قليلة.
شائعات ونفي
ميدانيا، نفى قائد "القوة المشتركة" الفلسطينية في مخيم عين الحلوة العقيد بسام سعد، ما تم تداوله على "مواقع التواصل الاجتماعي" من إنسحاب "القوة المشتركة" من المنطقة الفاصلة بين حيي "الطيرة والرأس الأحمر" في المخيم أو انسحاب حركتي "حماس" و"أنصار الله"، معتبرا ان هذه الاخبار كاذبة جملة وتفص ولا يوجد اي استنفار لقوات الامن الوطني الفلسطيني داخل "حي الطيرة"، بل الاجواء الامنية طبيعية ومستقرة.
كما نفى مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في منطقة صيدا عضو القيادة السياسية في لبنان الدكتور أيمن شناعة أي انسحاب من القوة المشتركة او الطيرة، معتبرا ان هذه الشائعات هدفها ايجاد حالة من البلبلة والتوتير داخل المخيم الذي ينعم باستقرار أمني، مشددا ان القوى الفلسطينية حريصة على تحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الوقت الدقيق.
نجا القيادي في حركة "حماس" في لبنان محمد عمر حمدان من عملية اغتيال بأعجوبة، في استهداف أمني هو الأخطر في مدينة صيدا، خرق الهدوء السياسي مع نهاية عطلة الاسبوع، تاركا بصمات "اسرائيلية"، على اعتبار أن حمدان ليس معروفا انه ينتمي الى "الحركة" ولا في الوسط السياسي اللبناني والفلسطيني في صيدا ومخمياتها.
الاستهداف الأمني الذي قرىء فلسطينيا، انه في يأتي إطار "الحرب المفتوحة".. بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، بعدما تبنت الحركة رسميا في بيان إنتماء حمدان الى صفوفها، لتحسم اللغط والجدل حول مهامه ودوره وصلة قربه من القيادي البارز اسامة حمدان، كونه معروفا بانه استاذ في مادة الكيمياء، وان المؤشرات الاولية تميل الى وجود اصابع صهيونية خلف هذا العمل الاجرامي، وبأنه لا يأتي في اطار أي خلافات فلسطينية داخلية أو بما يجري في مخيم عين الحلوة، أعتبر في الوقت نفسه لبنانيا، أنه استهداف لأمن واستقرار المدينة ومحاولة لايقاع الفتنة والتوتير، وبينهما تعالت الدعوات الى انتظار نتائج التحقيقيات العسكرية والامنية اللبنانية لحسم الامر ولتبني على الشي مقتضاه.
وفي التفاصيل، انه عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، انفجرت عبوة ناسفة في مرأب في مبنى سكني يقع في منطقة "البستان الكبير" قرب مدارس "الايمان" في صيدا، استهدف الكادر في حركة "حماس" محمد عمر حمدان "ابو حمزة" يبلغ من العمر 34 عاما وهو ليس شقيق القيادي البارز في الحركة اسامة حمدان كما تردد سابقا وقد نجا من الموت بأعجوبة واصيب في قدمه وقد نقل مركز لبيب الطبي في صيدا للمعالجة وخضع لعملية جراحية وحالته الصحية مستقرة وفي كامل قواه العقلية.
وروى شهود عاين لـ "صدى البلد"، أن حمدان قام بفتح باب سيارته وهي من نوع "بي أم" فضية اللون، ثم توجه الى الصندوق الخلفي لوضع بعض الاغراض فيه، فانفجرت العبوة الناسفة، فيما كانت زوجته تهم بالالتحاق به ولم تصل اليها، فنجت دون أي اصابة.
ووفق احد اقاربه، فان حمدان، هو استاذ في مادة الكيمياء ويعمل على تطوير المناهج التربوية، ولم يعيش في مخيم عين الحلوة على الإطلاق، بل يقطن في مدينة صيدا وقد درس في الجامعة العربية في بيروت، وليس معروفا في الوسط السياسي أو الأمني أو في المجتمع الصيداوي اللبناني أو الفلسطيني، لذلك طرحت الكثير منعلامات الاستفهام حول الاستهداف قبل ان تحسم الحركة بانتمائه اليها، فيما نفى مدير مدارس الايمان في صيدا كامل كزبر الاخبار التي تحدثت ان حمدان يعمل كمدرس في المدرسة، مطالبا وسائل الاعلام التأكد من اي معلومة قبل نشرها خصوصا وانها عارية عن الصحة جملةً وتفصيلاً.
وضربت القوى الامنية طوقا أمنيا وباشرت بتحقيقاتها، وتفقد مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادة، مكان الانفجار مع رئيس مكتب صيدا العميد ممدوح صعب، للاطلاع على نتائج التحقيقات الميدانية، اضافة الى قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات والامن العام وأمن الدولة، وكشف الخبير العسكري على السيارة المستهدفة وقدر زنة العبوة بما يزيد عن 400 غرام بقليل، وقد فجرت عبر صاعق وادت الى احتراق السيارة بالكامل، وقد عملت فرق الاطفاء والدفاع المدني على اخماد الحريق الذي اندلع فيها وارتفعت منها سحابة من الدخان الاسود في سماء المدينة.
الجيش وحماس
وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "عند الساعة 12.00، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة نوع BMW فضية اللون، في محلة البستان الكبير- صيدا، ما أدى إلى إصابة صاحبها الفلسطيني محمد حمدان. وقد فرضت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة طوقا أمنيا حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الإنفجار لتحديد حجمه وطبيعته".
بينما أصدرت حركة "حماس" بيانا قالت فيه "استهدف انفجار ظهر الاحد في مدينة صيدا في جنوب لبنان محمد حمدان وهو كادر تنظيمي من كوادر الحركة في مدينة صيدا من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان. وادى الانفجار الى اصابة حمدان في قدمه والى تدمير سيارته وإلحاق الضرر بالمبنى. والمؤشرات الاولية تميل الى وجود اصابع صهيونية خلف هذا العمل الاجرامي. وتتابع الأجهزة اللبنانية المختصة التحقيق في الانفجار.
واكد نائب المسؤول السياسي لحركة "حماس” في لبنان جهاد طه "ان محمد حمدان الذي استهدف بعملية التفجير في صيدا هو احد أعضاء الحركة ويعمل في مكتب مسؤولها السياسي في لبنان احمد عبد الهادي”، محملا العدو الإسرائيلي المسؤولية في استهداف حمدان، لافتا الى "ان حالته مستقرة ويخضع للعلاج في احد مستشفيات صيدا.
واعتبر نائب قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح، ان الاستهداف الامني في صيدا يحمل بصمات اسرائيلية، على اعتبار ان المستهدف حمدان ليس معروفا سياسي وعلى المستوى الفلسطيني واللبناني،داعيا الى وحدة الموقف الفلسطيني ورفع التنسيق مع القوى اللبنانية لمواجهة اي مخطط اسرائيلي للتوتير الامني.
مواقف لبنانية
واستنكرت النائب بهية الحريري الانفجار في صيدا، وقالت انه هز المدينة واعاد الذاكرة الى التفجيرات السابقة، مشددة انه استهداف بأمن الميدنة ولكن عندنا ثقة كبيرة بالاجهزة الامنية والعسكرية لكشف ملابساته، والقوى الأمنية تقوم بدورها وواجباتها ولها كل التقدير بانتظار التحقيقات بهذا الحادث المروع والذي عمل نوعا من الخوف والفزع بين السكان.
وأضافت الحريري سواء كان الاستهداف لأي من كوادر حركة "فتح" او "حماس"، فان أمن المدينة هو المستهدف، ونحن لا نتخوف من عمليات أمنية أخرى لانه لدينا ثقة كبيرة بالاجهزة الامنية، مشيرة الى ان مخيم عين الحلوة شهد في الفترة الاخيرة استقرارا نتيجة الوعي بين القيادات الفلسطينية والتنسيق مع القيادات العسكرية والامنية اللبنانية، وهناك مسؤولية عالية عند اهالي المخيم ونعتبرها من تثبيت قواعد الاستقرار وان شاء الله تتوقف عند هذه الحدود، وان القضايا الكبرى التي تواجه الفلسطينيون اكبر من أي خلل امني داخل المخيمات، خاتمة "نحن نتواصل منذ اول لحظة مع القيادات الامنية والعسكرية اللبنانية والفلسطينية ونحن بانتظار نتائج التحقيقات واذا اقتضى الامر، فاننا حاضرون لعقد جلسات مفتوحة لمنع اي اخلال بأمن المدينة واستقرارها".
واتهم نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود، العدو الصهيوني بانه يقف وراء عملية الاغتيال، مضيفا "هذه المعلومات ليست مؤكدة ولكن ليس هناك اي خلافات فلسطينية او في مخيم عين الحلوة تستدعي مثل هذا الاستهداف وهذا ما يدفعنا الى اتهام العدو الصهيوني وخاصة ان الشخصية المستهدفة محمد حمدان ليست معروفة على المستوى السياسي او في الوسط الصيداوي.
وتحدث رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود عن طائرة اسرائيلية دون طيار كانت تحلق في سماء المنطقة لحظة وقوع الانفجار، مشيرا الى اصابع الاتهام تتجه نحو العدو الصهيوني الذي له مصلحة في اغتيال المقاومين.
وإستنكر رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي الإنفجار، مؤكدا أن ما جرى يدفعنا للدعوة من أجل اليقظة والوعي في هذه المرحلة الحساسة، ونشد على أيدي القوى الأمنية والعسكرية الساهرة للحفاظ على الأمن في هذا البلد وعلى الجميع التعاون معها لتحقيق هذه الغاية.
وشجب الدكتور عبد الرحمن البزري، التفجير الإجرامي الإرهابي، معتبراً أن هذه الرسالة ليست موجهة فقط الى أمن مدينة صيدا أو المقاومة الفلسطينية، وإنما الى الأمن الوطني اللبناني، مشدداً على أن هذا التفجير في توقيته ومكانه يحمل دلالات واضحة على أن العدو الاسرائيلي وعملائه هم من يقفون خلفه، وهو برسم اللبنانيين جميعاً وذلك لتوحيد ساحتهم وتجاوز خلافاتهم، ودعوة للإلتفاف حول الأجهزة الأمنية اللبنانية التي نثق بها لحماية أمن المواطنين، وكشف الفاعلين"، مؤكداً أن صيدا عاصمة الجنوب، وعاصمة المقاومة اللبنانية والفلسطينية ستتجاوز هذا الحدث الأمني الإرهابي، وستبقى على نهجها المؤمن بوحدة لبنان وحقه في الدفاع عن أرضه، وحق الفلسطينيين باسترداد أرضهم، وتحرير فلسطين.
رسالة "طمأنة
من جهة أخرى، تراجعت اجراءات الجيش اللبناني عند مداخل مخيم عين الحلوة بشكل لافت، بعدما قرر الجيش زيادة عدد عناصره المولجة واعتماد طريقة جديدة لتفتيش الداخلين والخارجين، توازي بين الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع دخول المطلوبين ودون أن يؤدي الى زحمة سير أو عرقلة انتقال الطلاب والعمال وحياة ابنائه او اشغالهم.
وزار وفد من "اللجان الشعبية الفلسطينية" في مخيم عين الحلوة التابعة لـ "تحالف القوى الفلسطينية" و"القوى الاسلامية" و"انصار الله"، ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، والتقى مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادة بحضور مسؤول الامن القومي في الجنوب العقيد سهيل حرب، حيث جرى البحث بمختلف الأوضاع الأمنية في المخيم وتحديدا موضوعي الاجراءات الامنية التي اتخذها الجيش اللبناني منذ ايام عند مداخل المخيم وادخال مواد البناء لاعادة ترميم المنازل المتضررة والآيلة للسقوط.
ووصف وفد اللجان الشعبية لــ "صدى البلد"، الاجتماع بأنه كان ايجابيا وبناء، ونقل عن العميد حمادة حرص الجيش اللبناني على الحفاظ على أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني وعلى الشعب الفلسطيني كما الشعب اللبناني، وعلى تعزيز التعاون والتنسيق بما يحقق المصلحة الشتركة، مؤكدا ان الاجراءات الامنية الاخيرة تهدف الى منع دخول اي مطلوب الى المخيم وليس استفزازا لاحد، وأن عدد العناصر على الحواجز كان قليلا وقد جرى معالجة الموضوع عبر زيادة العدد وتغيير طريقة التفتيش بما يسهل حركة الناس وانتقال أبناء المخيم، على ان يقوم معا بجولة مشتركة للتأكد من طبيعة الاجراءات وبعث رسالة "اطمئنان".
بالمقابل، أكد وفد اللجان حرص القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على افضل العلاقات مع الجوار اللبناني ومع لبنان الرسمي والسياسي والامني والشعبي، ومع الاجراءات التي تحافظ على الأمن والاستقرار الفلسطيني واللبناني وكرامة الناس وتسهيل حياتهم وانتقالهم.
وفي موضوع إدخال مواد البناء الى المخيم، اكد العميد حمادي ان الجيش البناني سيقوم بتسهيل الامر على ان يقوم كل شخص يريد الترميم تقديم طلب الى الجيش ونقوم بدراسته والرد عليه سريعا وفي غضون ايام اذا كانت كمية المواد قليلة.
شائعات ونفي
ميدانيا، نفى قائد "القوة المشتركة" الفلسطينية في مخيم عين الحلوة العقيد بسام سعد، ما تم تداوله على "مواقع التواصل الاجتماعي" من إنسحاب "القوة المشتركة" من المنطقة الفاصلة بين حيي "الطيرة والرأس الأحمر" في المخيم أو انسحاب حركتي "حماس" و"أنصار الله"، معتبرا ان هذه الاخبار كاذبة جملة وتفص ولا يوجد اي استنفار لقوات الامن الوطني الفلسطيني داخل "حي الطيرة"، بل الاجواء الامنية طبيعية ومستقرة.
كما نفى مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في منطقة صيدا عضو القيادة السياسية في لبنان الدكتور أيمن شناعة أي انسحاب من القوة المشتركة او الطيرة، معتبرا ان هذه الشائعات هدفها ايجاد حالة من البلبلة والتوتير داخل المخيم الذي ينعم باستقرار أمني، مشددا ان القوى الفلسطينية حريصة على تحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الوقت الدقيق.