📌أبناؤنا يُسرقون منا

لا يخفى على أحد شدّة مصاحبة أبناء اليوم 

للتكنولوجيا…

وشدّة التصاقهم بها وإدمانهم عليها…فانشغال الآباء بذواتهم جعل الأجهزة تحلّ محلّهم…وتصبح بديلا للتعلم والتلقي…

أبناء اليوم يتلقّون قيَما دخيلة…يسهر أصحاب محتوى الأنترنت على تقديمها لهم وتزيينها في أعينهم…
◼فهم حاضرون معك بأجسامهم…
◼غائبون بأفهامهم وأفكارهم وتصوراتهم التي تُبنى وتنضج عن طريق التكنولوجيا…
فتلقّنهم ما يجب عليهم تبنّيه …تصوغ لهم مستقبلا بخصائص معينة وحياة بطريقة معينة والأهم من ذلك…قيماً مجتمعية لا علاقة له بمجتمعنا…

هذه التكنولوجيا المقدَّمة لكل الأعمار ابتداء من الطفولة…دون رقابة ولاتمييز…في طريقها إلى إحداث شرخ كبير بين الأجيال …وهوّة مخيفة بدأت بوادرها تظهر في كثير من الأُسر…ألا تلاحظ تمرّدهم ورفضهم لكل قيمة تراثية…دينية كانت أو تقليدية…

أبناء اليوم يتبجحون بالحرية…فهم أحرار في تصوراتهم…أحرار في تصرفاتهم…وهذا الغلو في الحرية أكسبهم بلادة ودياثة وغباء وأنانية
فلا تراهم يُنكرون المنكرات
ولا يغيرون على الأعراض يتنافسون على الكسل ويحاربون النجاح…يجرون وراء شهواتهم…وأقصى أمانيهم… امتلاك القوة والمال لإشباع الأهواء والرغبات…

أبناء اليوم يقودون الأُسر…فهم الذين يقرّرون جدول العُطل…وهم الذين يتحكّمون في المأكل والمشرب والملبس…بناء على ما تقرّر في عقولهم وتشرّبته قلوبهم عن طريق الأجهزة…
فتجد الآباء طوابير على مستجدات أكل الشوارع…ينفقون أموالهم -شاءوا أم أبوا-على ملابس لا علاقة لها بالستر والزينة…يقترضون ويعيشون ضنك الربا إرضاء للأبناء…

عندما وجّه الرسول صلى الله عليه وسلم الوالدين لملاعبة الأبناء سبعا… والانشغال بتعليمهم سبعا…ثم مصاحبتهم بعد ذلك…لم يكن هذا التوجيه ترفا أو اختيارا …
❌لكننا للأسف نرى التخلف في التوجيه النبوي…والتقدم في كل ما هو دونه…

أعداؤنا يسرقون أبناءنا …ونحن نمهّد لهم الطريق بغبائنا…

