المرأة نصف المجتمع وبدونها لا مجتمع ، والجنس البشري
لا يمكنه الإستمرار إلاّ من خلال المرأة، فالله سبحانه وتعالى أخصّ المرأة بالإنجاب ، وله في ذلك حكمة ، فما تتعرض له المرأة من إنتقاص في انسانيتها ومحاولات سلبها الحقوق التى أعطاها إياها الشرع والدين أو تحوير هذه الحقوق بما يتناسب مع مصلحة الرجل ، والتربية التى تتلقّاها بعض النساء ،بما تحويه من قيمٍ وتقاليد ، تحثَ على الخضوع للرجل ، لِمجرد أنه رجل وأنّها إمرأة ضعيفة خُلِقت من ضلعه ولا يُمكِنها فعْلَ شيئ بدونه ، كلُّ ذلك أدّى الى الإستباحة بتعنيف المرأة من قبل البعض وحرمانها من حقوقها أو إعطائها الحق الذي يلوذ لِهوى البعض. لِذا فأنا أُرْجِع أسباب تعنيف المرأة والتى نراها تزداد في الأونة الأخيرة ، الى عدة عوامل ، بعضها يتعلق بالقوانين الشرعية والتى يجب بلورتها وفق الشروط الضامنة أكثر لحقوق المرأة وحمايتها . والبعض الآخر ، يتعلق بالتربية التى يتلقّاها الجنسين ، والتى يجب البدء بتغيير المفاهيم التى تقوم عليها مجتمعاتنا والتى تنصّ على " أنّ الولد أفضل من البنت وأنه سوف يصبح الرجل المسؤول وهو الآمر والناهي وبيده كل السلطات والفتاة ما هي الإّ ضِلعٌ قاصر ويتوجّب عليها طاعة الزوج وفي حال العصيان لا بأس من قيام الزوج بتأديبها وفق ما يجده مناسباً " إنّ هذه المفاهيم والتى نجدها منتشرة في أكثر المجتمعات ، أدّت الى تفشي ظاهرة العنف ضد المرأة ، لذا علينا البدء بمعالجة هذه الآفات الإجتماعية والبتْ في إعادة النظر في مفهوم التربية الذي يجب يُقام ويُدرّس في مناهج التعليم ، على أساس المساواة بين الجنسين من حيث أنّ كلٍّ منهما مُكمّلاً للآخر والعلاقة بينهما لا بدّ وان يتغلّفها الإحترام والتعاون والمحبة والرحمة ، لا العنف . فإعادة النظر في أُسلوب التربية إضافة الى إعادة النظر في القوانين التى يجب بلورتها بشكل ضامن للمرأة وحقوقها ، من شأنه التخفيف من ظاهرة العنف والقضاء عليها بشكلٍ تدريجي.
بقلم : نجوى قاسم سالم