وكالة القدس للأنباء – زهراء رحيّل
بعد أن قطعوا مشوارا طويلا يقدر بـ٥٠ كتابا، استبعدوا من مسابقة "تحدي القراءة العربي" في دبي، فقط لأنهم فلسطينيو الهوية، فذهبت أحلامهم سدى، وأصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد أن خذلوا.
هم من نخبة طلاب مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" في لبنان
إجتهدوا وتميزوا في "تحدي القراءة العربي" وكانت أعينهم موجهة نحو دبي – الإمارات العربية المتحدة، وكلهم أمل برفع راية بلادهم في مجال التفوق، لكنهم صعقوا بإستبعادهم من المنافسة لأنهم غير لبنانيين.
أثارت هذه المسألة ضجة واسعة حيث رفضها جميع الفلسطينيين، واستنكرتها المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، وطالبت بتدخل وزير التربية والتعليم اللبناني لمعالجة هذا الأمر، معتبرة أن ما جرى إنتهاك لحقوق الإنسان.
وللتعرف أكثر على تفاصيل الموضوع، التقت "وكالة القدس للأنباء" الطالبة فاطمة أدهم الشرقاوي ابنة مخيم البص الواقع جنوب لبنان. فاطمة كانت تحلم أن تصل إلى المرتبة الأولى ويثمر تعبها إنجازا قائلة: "عندما أبلغت المعلمة أنني سأشارك في المسابقة حلقت بأحلامي بعيدا، لكن عندما تم تهميشنا ونادونا بغير اللبنانيين، وطمسوا هويتي الفلسطينية، أصبح حلمي أن أعامل مثل أي مشارك آخر".
تساءلت "إن كانت الدولة اللبنانية لا ترحب بنا، لماذا سمحت لنا بالمشاركة منذ البداية؟ نحن هنا منذ ما يزيد على ٧٠ عاما، لماذا نعامل بهذه الطريقة؟ في كتاب التربية المدنية تعلمنا أنه لا يحق لنا ممارسة العنصرية تجاه أي شخص لكنها هي تمارس العنصرية اتجاهنا. كما أنها تجاهلت مشاعرنا ونحن أطفال حتى حقوق الطفل لا تحترمها".
توقفت قليلا ثم قالت" بإسم كل المخذولين أطالب الدولة اللبنانية بإحترام مشاعرنا الإنسانية ومعاملتنا كبشر "
كانت علامات الحزن تبدو جلية على ملامحها وخصوصا عندما كرم الجميع كل واحد بإسمه، إلا هي وباقي اللاجئين الفلسطينيين فقد حرموا من تلك الفرحة، واكتفوا بصورة تذكارية و١٠٠ الف ليرة هدية دون وجود سبب واضح لهذه العنصرية. ومع هذا كله لم تتوقف فاطمة عن المطالعة فمن يستنشق الكتاب لا يتوقف أبدا بل وطالبت التلاميذ بالمطالعة لتوسيع مدارك العقل وتغيير نظرتهم للحياة.