27/1/1987
من مواليد مدينة حمص عام 1950م لعائلة فلسطينية وطنية هاجرت إليها من مدينة حيفا، التحق بحركة فتح بعد هزيمة حزيران عام 1967م حيث شارك في تأسيس اتحاد طلبة الضفتين في الأردن، شارك بشجاعة في قتال العدو منذ بدايات العمل الفدائي على الساحة الأردنية، وشارك في معارك أيلول 1970م وأحراش جرش وإربد، دفاعاً عن حق الثورة في البقاء والاستمرار ودفاعاً عن الشعب الفلسطيني.
بعد الخروج من الأردن والانتقال إلى الساحة اللبنانية قام بدور نشط وفعال في الاتحاد العام لطلبة فلسطين حيث انتخب عضواً في الهيئة الإدارية وبرز نشاطه بإنشاء الروابط الاتحادية للطلاب عام 1972م، كذلك شارك بقيادة الجسم الطلابي في معارك نيسان وآيار عام 1973م وكان أحد قادة محور جسر الكولا- الجامعة العربية.
كان علي أبو طوق عام 1974م واحداً من أبرز قيادات الجبهة الوطنية الطلابية في لبنان، ومع بدايات الحرب الأهلية برز دورة في محاور القتال على جبهات رأس النبع – البرجاوي- الشياح وفي معارك الكحالة- وصنين- كما شارك في معارك كفر شوبا قائداً لأحد السرايا الطلابية وأصيب مرتين عام 1976م.
كان علي أبو طوق من مؤسسي الكتيبة الطلابية مع الشهيد سعد جرادات (عبد القادر) وكذلك مع كل من الأخوة معين الطاهر والشهيد/ مروان كيالي، حيث عمل مع إخوانه بقدرة تنظيمية وفكرية على نقل الموقع التنظيمي الطلابي إلى مواقع القوات العسكرية الفلسطينية، في عام 1977م تحول اسم الكتيبة الطلابية إلى كتيبة الجرمق، ودخلت ضمن تشكيل قوات العاصفة (قوات القسطل).
في عام 1978م نظم علي أبو طوق إمدادات كتيبة الجرمق من طعام وذخائر وإعداد أماكن لانتقال المقاتلين لإرسالهم إلى الجبهة أثناء اجتياح الجنوب اللبناني.
شارك علي أبو طوق في دورة قادة السرايا التي عقدت في جمهورية الصين الشعبية عام 1979م، أصيب مرة ثانية في كفر تبنيت جراء انفجار لغم حيث جرح بشظاياه، كذلك أصيب بجراح في مخيم البداوي بعد ذلك. كان الشهيد/ علي أبو طوق من أبطال قلعة الشقيف حيث برز دورة في تخطيط وإدارة مواقع قوات الثورة الفلسطينية في منطقة النبطية وقلعة الشقيف أثناء الغزو الصهيوني للبنان عام 1982م وفيها أصيب مرة أخرى، قام علي أبو طوق بقيادة عدة عمليات ناجحة ضد خطوط وإمدادات العدو ومنها عملية باص عالية وعملية عرمون وعملية دير قانون النهر، كما شارك في تأسيس نواة المجموعات القتالية والخلايا السرية المسلحة اللبنانية والفلسطينية في مناطق صور وصيدا والنبطية، كذلك شارك في معارك الجبل عام 1984م في منطقتي حمدون وعالية وسوق
الغرب، وكان واحداً من أبرز القادة في إعادة تنظيم وتشكيل قوات الثورة الفلسطينية في لبنان بداية العام 1984م دفاعاً وحماية للمخيمات الفلسطينية.
خاص الشهيد/ علي أبو طوق معارك الدفاع عن الشعب الفلسطيني في لبنان أثناء معركة المخيمات عام 1985 م حيث كان أحد القيادات الفاعلة لمخيمات بيروت وكان قائداً عسكرياً لمخيم شاتيلا. لقد كان علي أبو طوق يمتلك المهارة العسكرية والسياسية بنفس الوقت، وقام بتعزيز مهمة الصمود للمخيم حيث قام ببناء التحصينات وتوفير جميع الإمكانيات التي بحاجة لها المخيم. في ذلك الوقت تحركت القيادة السورية بسرعة وأشعلت حرب المخيمات لاقتلاع قوات فتح بالذات التي عادت إلى بيروت والمخيمات، وكانت حركة أمل الشيعية رأس الحربة تقوم بالهجوم بمشاركة المنشقين عن حركة فتح وعناصر من القيادة العامة (أحمد جبريل) وقوات الصاعقة السورية بدعم من القوات السورية ولواء من الجيش اللبناني الذي يقوده مقربون من حركة أمل، حوصرت كل المخيمات الفلسطينية في بيروت وجنوب لبنان، حيث عاني فيها أهل المخيمات الجوع والخوف وسقط مئات الشهداء والآلاف من الجرحى صمدت المخيمات بوجه هذه الهجمة الشرسة، وأثناء هذه الحرب تغيرت تحالفات وجرت معارك كر وفر انتهت بعد قرابة ثلاث سنوات باتفاق فك الحصار عن المخيمات الفلسطينية مقابل انسحاب قوات فتح من مناطق سيطرت عليها في جنوب لبنان كقرية مغدوشة والكثير من القرى والمواقع المحيطة بها.
كانت مجريات الحرب القذرة ضد الأهل في لبنان صعبة وقاسية، حيث حاولت قوى الخيانة العمل أكثر من مرة على اغتيال القائد/ علي أبو طوق إلا أنه تعرض في هذه المرة للمحاولة الأخيرة للاغتيال الجبان التي نفذتها قوى الشر بقيادة القوات السورية في مخيم شاتيلا بتاريخ 27/1/1987م استشهد على أثرها القائد/ علي أبو طوق ومساعدة سمير أمين ذياب بقذيفة واحدة وحدتهما في الشهادة.
علي أبو طوق كان عضواً في المجلس العسكري لحركة فتح وقائداً عسكرياً لمخيم شاتيلا.
علي أبو طوق كان رمزاً لطهارة الانتماء وصدق القول والفعل ، شجاع بحكمة العقلاء الثوريين والمناضلين ، عميق الوعي ، طاهر القلب ، عفيف اللسان .
استشهد علي أبو طوق على درب الحرية، وروحه تحلق عالياً في سماء المجد والخلود كالفراشات التي تحلق بين أزهار الوطن لتنبت ورداً ورياحين ومجداً وفخراً وعطاءاً لا ينضب.
رحل القائد/ علي أبو طوق ولا زال للعطاء بقية وكلماته تحيا معنا لحظة بلحظة، سنستمد منها الإصرار على الاستمرار في الطريق الذي سار فيه ولا زالت عيوننا وقلوبنا ترنوا نحو القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة.
علي أبو طوق كنت عنواناً للصدق والإخلاص لفلسطين وللثورة ولحركة فتح ، وشعبنا الفلسطيني لن ينساك يا شهيدنا البطل فأنت حي في قلوب محبيك .
دفن الشهيد المقدم/ علي عبد سعيد أبو طوق في مخيم شاتيلا من أقوال الشهيد علي (معنى الشهادة أنها تجسيد لفكرة وقول وعلينا أن نحول السيء إلى حسن والسلبي إلى إيجابي في علاقات الفدائيين والكوادر وفي القدرة على تخطي الصعاب).
كان اسم الشهيد علي أبو طوق على كل شفه ولسان في المخيم، اسمه سيبقى محفوراً في قلب وذاكرة كل مناضل، لقد انتصر مخيم شاتيلا ليس على الحصار فقط، وإنما على المؤامرة الكبيرة وسقط علي أبو طوق مدافعاً عنها.
كم نحن بحاجة إلى أمثالك يا علي في الوفاء والصمود والكفاح
والصدق في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.