-->
مخيمات مخيمات
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
أخبار
جاري التحميل ...
أخبار

علينا أن لا نضيِّع البوصلة، حتى لا يضيع الوطن بقلم: الحاج رفعت شناعة


في هذه المرحلة المعقَّدة والخطيرة التي تعيشها القضية الفلسطينية، ومهما كانت التباينات، وتعددت الاجتهادات، عند مختلف الفرقاء، إلاَّ أنَّ هناك قواسم مشتركة، ومبادئ وطنية، وقيم إجتماعية وانسانية مُتوراثَة، لا يستطيع أيُّ فلسطيني أن يخرج عليها، أو يتبرأ منها، أو ينكرها كجزء لا يتجزأ من التراث الوطني، والديني، والانساني، والاجتماعي. واذا حاول أيٌّ كان أن ينحرف عنها، أو أن يتجاهلها، أو أن يُعهِّرها، فإنه سيخرجُ عن الاجماع الوطني، وسيكون هو الخاسر الاكبر، لأنَّ نهر التضحيات، وشلالات دماء الشهداء ستلفظُه من سياق مسيرة وكفاح وصمود الشعب المسلَّح بالقيم الوطنية والثورية.

وأمام ما يعيشه الواقع الفلسطيني في فلسطين، وتحت الاحتلال ومن حيث المنطق الثوري، ومهما تعددت الفصائل والاحزاب والقوى الوطنية فإن المطلوب من الجميع الالتزام بالقضايا التالية حتى تكون عملية المواجهة ناجحة ومثمرة:

أولاً: في العمل الوطني التحرري والذي يتميَّز بالشمولية والجدية، هناك مُحرَّمات لا يجوز الإقبالُ عليها، أو التمسك بها، أو إختيارها لأنها تتعارض جذرياً مع القيم والمبادئ والاهداف المرسومة. فعندما يحددُ الشعبُ عدوَّه الأساس الذي يهدِّدُ أرضه، وحياته، ومصيره فلا يجوز لأيًّ كان أن يجعل رموزاً أخرى وطنية في نفس المستوى من العداء، والكراهية، والاستهداف، مهما تباينت وجهات النظر والاجتهادات السياسية. ولا يجوز لأيٍّ كان أن يحارب من يعارضه سياسياً، أو من لا يتفق معه لسبب أو لآخر أن يوجِّه كلَّ سهامه، وأحقاده، وسمومه الاعلامية إلى صدر أخيه الفلسطيني بهدف التحريض عليه، وتأليب الرأي العام، وأخذ الفتاوى التي تصل أحياناً إلى مرحلة التصفية والقتل، والتشوية. فالقضايا السياسية والتباينات في الآراء حولها لها إطارُها الوحدوي القيادي الذي تُناقَش فيه، لأن الاختلاف في الآراء والاجتهادت أمرٌ طبيعي طالما نحن لسنا تنظيماً واحداً، وعلينا دائماً أن نبحث عن القواسم المشتركة، وليس عن التصفيات، لأن التصفية هي فقط للعدو الاساس الذي يهدِّدُ وجودَنا. ونهجُ تصفيةِ من يخالفني الرأي في الساحة الفلسطينية لا يخدم إلاَّ العدو الصهيوني. وهذا الامر يُعتبر من المحرمات في المنهج الوطني، ولا يجوز لأي فريق أن يصل إلى هذه المحرمات:

ثانياً: لا يجوز التلاعب بالأولويات الوطنية الفلسطينية الراسخة، فإذا كانت الوحدة الوطنية الفلسطينية من الأولويات الوطنية، وبالتالي من الثوابت، فلا يجوز الخروج عن الاجماع الوطني، لأن ذلك يمزِّق الصف، ويدمِّر القوة الذاتية، ويشجِّع أعداءَنا على إختراقِ صفِّنا، فالساحة الوطنية مفتوحة للحوار مهما كانت الامور معقدة، ومهما كانت الازمات، فالقواسم المشتركة بالامكان اعتمادها، ريثما تنجلي بعض الأمور.

واذا ما أدرنا ظهرنا للحوار الوطني المسؤول، واخترنا الحرب الاعلامية الشعواء على صفحات المجلات، وعلى شاشات القنوات الفضائية، فعندها سنُغرِق قضيتنا المقدسة في مستنقع الصراعات السياسية، وبمعنى أوضح سنضيِّع البوصلة الوطنية في صراعنا ضد الاحتلال وبخلافاتنا المتأججة نعطي عدوَّنا سلاحاً حاداً لذبح شعبنا، وقضيتنا.

ثالثاً: كل ثورات العالم توحَّدت حول أهدافٍ واحدة، ولكن لماذا الثورة الفلسطينية محكومٌ عليها أن تعيش حالة من الانقسام المدمِّر داخلياً حتى الآن، علماً أنها حالة مريحة للعدو الإسرائيلي، فهو الذي يمتطي الانقسامَ ليمارسَ أدوراً خطيرة، واستراتيجية في تصفية القضية الفلسطينية. وقد نجح في تأجيج الصراع الفلسطيني الداخلي، كما نجح في فصل القطاع عن الضفة، وساعد على إستبعاد المصالحة الفلسطينية الداخلية، وشرعَ في الاستيطان، والأسرلة، والتهويد، وتهجير أهالي القدس، وتقاسم المسجد الأقصى زمانياً ثم مكانياً، فإلى متى يستمر الانقسام الذي بدأ العام 2007 ولم يتوقف حتى الاّن.

رابعاً: اليوم بدأت المعركة الأساسية في الضفة الغربية، أي في القدس، والخليل، وفي كافة المحافظات، وهي بالنسبة للعدو الصهيوني معركة مصيرية، بعد أن أخذ الكنيست قراره العنصري، باعتبار أرض فلسطين التاريخية هي أرض القومية اليهودية، وتمَّت دعوةُ يهودالعالم لأن يأتوا إلى فلسطين، من أجل أن يقرروا مصيرهم على هذه الارض.

هذه الدعوة الصهيونية ليهود العالم، وهذا الهجوم العدواني الصهيوني على أهلنا، وشعبنا، ومؤسساتنا، وممارسة كل أشكال العنف، والاعدامات الميدانية، وتدمير البيوت الذي بدأ في الضفة، ولم يتوقف حتى هذه اللحظة.

والواضح أن ترامب ونتنياهو في عجلة من أمرهم، ويساعدهم في ذلك المواقف العربية المتراخية تجاه القضيىة الفلسطينية وأمام هذه المخاطر الجديه المتفاقمة، وحتى لا نضيِّع البوصلة، فإنني ومن منطلق انتمائي الوطني الفلسطيني أولا، وانتمائي الفتحاوي ثانياً أدعو الكلَّ الفلسطيني إلى ما يلي:

أ- لا بد من المسارعة إلى تحقيق المصالحة إستناداً إلى ما تم الاتفاق عليه سابقاً حتى نكون قيادة واحدة، وسلطة واحدة، وأيضاً مقاومة واحدة باستراتيجية واحدة، والعنوان الفلسطيني الجامع هو منظمة التحرير الفلسطينية التي وُلدت العام 1964.

ب- إن الحراك الشعبي في الضفة الغربية بوجه جنود الاحتلال الحاقدين، يجب أن تكون بوصلتُة ُ باتجاه جنود الاحتلال فقط، وليس باتجاه أي فريق فلسطيني آخر، سواءُ أَكان من السلطة أم من الفصائل. فعندما ما يكون العدو في حالة عدوان وقمع متواصل، يكون هو الهدف الأول والوحيد لشعاراتنا، ولافتاتنا، وحجارتنا، و رصاصنا، وكل وسائل مقاومتنا للاحتلال ولا يجوز أن يكون هناك هدفٌ بديل لنا عن الاحتلال، لإثاره الفتنة، واشعال الفوضى، وتحويل المعركة إلى معركة داخلية، لإراحة العدو من همِّ المواجهة، وفي مثل هذه الحالة نكون قد أضعنا البوصلة، على طريق إضاعة الوطن

نسأل الله عزَّوجل الهداية، والاستقامةَ، وسواء السبيل.

عضو المجلس الثوري الحركة فتح

14/12/2018

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مخيمات

2016

الويندوز للجميع