أمرك عجب
أمرك عجبْ أيها الانسان
تنتظر مجيئ الشتاء بفارغ الصبر كالعاشق المتيم.
وحينما يأتي فصل الشتاء ليروي عطش الأحبّة ، تملُّ منه بسرعة ، وتتمنى رحيله .
وتعود مرة أُخرى ، تنتظر مجيئ فصل الصيف
وحينما يأتي ، تفرح قليلا ، ثم تبدأ الدوران من جديد بدائرة الملل والكلل ، وتتمنى له الرحيل، وهكذا دواليك مع الربيع والخريف.
عجباً أيها الانسان ، لا شيئ يُرضيك ،
ما تتمناه وتحصل عليه ، تملّه وتبدأ برحلة أمنيات جديدة ، وتظلّ هكذا ، تتنقل من ملل الى ملل ، حيث لا شيئ يمكنه ملأى جفوتك أو إرضاؤك .
ما تحصل عليه اليوم غداً تتمنى غيره أو المزيد منه .
هكذا أنت ، بكلِّ الأحوال غير راضٍ او قنوعٍ .
حتى عندما تحصل على أكثر مما تمنيته أو أمرٍ كنت يائساٌ منه، تبقى كما أنت ، غير راضٍ .
عجباً يا إنسان ، فالدنيا بأكملها لا تُرضيك . وربُّ العباد أمرك بالرضى والقناعة ، كي تحيا كريماً هادئ النفس ، وانت تأبى ذلك ، وتظلُّ من خلال طمعك وجشعك ، عن المعاناة باحثٌ وجلبْ القلق والتوتر لنفسك وغيرك.
عجباً وعجباً أمرك أيها الإنسان