المصدر: وكالة القدس للأنباء
تحول حي الصحون في مخيم عين الحلوة، إلى ورشة عمل كبيرة، يبذل فيها الأهالي كل جهودهم في إعادة بناء وترميم منازلهم التي دمرت أو تضررت ، والمحال التجارية التي أحرقت ، أثناء الأحداث المؤسفة التي عصفت بالمخيم ، وقد رافقت ” وكالة القدس للأنباء ” هذه الورشة، فلاحظت إصراراً من الأهالي على العودة السريعة قبل أن يداهمهم فصل الشتاء ، فالبعض أكمل عملية الترميم ، فيما البعض الآخر لجأ إلى صرف مدخراته إضافة إلى المساعدات التي حصل عليها لإكمال البناء.
في هذا السياق قال عضو لجنة حي الصحون، أبو شادي المقدح لـ “وكالة القدس للأنباء” أن حيهم تعرض لدمار وأضرار في الأحداث المؤسفة منذ عامين ، ” ما اضطر الناس إلى ترك منازلهم وقتها، وقد أصيبت بشكل مباشر وغير مباشر”.
واضاف : “لقد قامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا” منذ عدة شهور، بدفع مبالغ مالية لترميم تلك المنازل ، فعمد جزء من تلك العائلات إلى عملية الترميم والعودة لمنازلهم، وهناك جزء آخر ما زال يرمم منزله”. مبيناً أن “شبكة المياه والكهرباء عادت بشكل كامل للحي، آمــلاً بأن ينعم مخيم عين الحلوة وأحيائه في الأمن والإستقرار، وأن يعيش الناس حياتهم بشكل طبيعي “.
ووصف المقدح الظروف المعيشية في المخيم بالصعبة، وذلك لعدم توفر فرص عمل، داعياً الأونروا والجهات المعنية واللجان الشعبية، الوقوف إلى جانب الناس، والتخفيف من معاناتهم وتأمين ظروف أفضل لهم .
بدوره أكد أيمن حمد، وهو رب أسرة مكونة من سبعة أفراد، وقد دمر منزله بشكل كامل واحترقت محتوياته، لـ “وكالة القدس للأنباء” أن الأونروا قدمت له مبلغاً مالياً منذ خمسة شهور لترميم منزله، لكن المبلغ لم يكفه، فدفع من ماله الخاص.
وأوضح حمد أنه “قمت بعملية الترميم بشكل كامل، وأحضرت كل مستلزمات المنزل، وبعد عدة أيام سأعود إلي منزلي مع أسرتي، كباقي السكان الذين رمموا وعادوا لمنازلهم”، داعياً الله تعالى أن “لا تتكرر تلك الأحداث الأليمة التي حصلت بالمخيم بتلك الفترة، وأن يعيش مخيمنا بخير واطمئنان، و تعود الحياة بشكل طبيعي لحينا”.
من جهته قال حسن ابراهيم لـ “وكالة القدس للأنباء” : ” أصيب منزلي منذ عامين مع بداية احداث حي الطيرة بشكل مباشر، فأحترق منزلي وسيارتي بشكل كامل، كما أصابت الإشتباكات وقتها عشرات المنازل بحي الصحون الملاصق لحي الطيري، ولحق بها الدمار والحريق، وما زلنا نعاني من ويلات تلك الأحداث المؤلمة “.
واضاف ابراهيم : “لا أزال أسكن خارج المخيم منذ ذلك الوقت، فالأحداث كانت مؤذية ومدمرة. وهي ليست لصالح شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة”. مشيراً إلى أن “الأونروا منذ عدة شهور قدمت لنا عن طريق جمعية نبع مبلغاً من المال، من أجل الترميم، و ما زلت أعمل على ترميمه، وعند الإنتهاء من ذلك سأعود إليه إن شاء الله “.
هذه الورشة إن دلت على شيء، إنما تدل على الطمأنينة والاستقرار الذي يشهده المخيم هذه الأيام ، والرغبة فى طي الصفحة السوداء السابقة نهائياً .