-->
مخيمات مخيمات
أخبار

آخر الأخبار

أخبار
أخبار
جاري التحميل ...
أخبار

محاولة اغتيال حمدان:هل هي عودة لمسلسل الاغتيالات في مدينة صيدا؟


عبد معروفأعادت محاولة اغتيال أحد كوادر حركة المقاومة الاسلامية حماس محمد حمدان في مدينة صيدا يوم 14 كانون الثاني 2018 إلى الأذهان موجة الاغتيالات التي شهدتها المدينة خلال الأعوام الماضية ، كما أثارت المحاولة مخاوف الأوساط الشعبية والرسمية والأمنية من أن تكون هذه العملية الارهابية بداية لمرحلة جديدة من العمليات التي تستهدف أمن واستقرار المدينة ومحاولة لضرب التنسيق السياسي والأمني القائم بين القيادات الفلسطينية واللبنانية
حركة المقاومة الاسلامية حماس ، ومختلف القيادات والقوى والتيارات والفعاليات الفلسطينية واللبنانية اتهمت الاستخبارات الاسرائيلية بمحاولة اغتيال حمدان ، كما أن ممثل حماس في لبنان علي بركة اتهم في حوار تلفزيوني الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية أمان مباشرة بمحاولة الاغتيال .
ورغم أن أصابع الاتهام وجهت نحو الاستخبارات الاسرائيلية إلا أن أحدا لم يستطع الكشف عن ملابسات وخلفيات العملية الإرهابية التي استهدفت الكادر في حماس ، وربما يكون مصير التحقيق حولها لا يختلف عن مصير التحقيقات في العمليات السابقة .
لا شك بأن العدو الاسرائيلي هو صاحب المصلحة باغتيال قادة سياسيين فلسطينيين ولبنانيين ، وهو الطرف المشبوه دائما بمثل هذه العمليات الارهابية بهدف التخلص من قيادات فلسطينية وإثارة الصراعات الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان… ولذلك ربما يكون من السهل توجيه الاتهام إلى العدو الاسرائيلي بالوقوف وراء عمليات الاغتيال لكن الرأي العام اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى توضيح الرؤيا كما يحتاج لعملية تحصين داخلي وإلى مواجهة على قدر المسؤولية ليس لحماية الكادر والقيادي فحسب بل لحماية المجتمع من حالة الرعب والخوف التي تثيرها مثل هذه العمليات الارهابية وهذا يتطلب تطويرا في أساليب المواجهة وهي مسؤولية لبنانية رسمية أولا ومسؤولية قوى تمتلك قدرات أمنية قادرة على وضع حد لهذه العمليات أو على الأقل الكشف عن ملابساتها والمشاركين فيها.
وإذا كانت أصابع الاتهام قد وجهت إلى الاستخبارات الاسرائيلية فهذا يعني أن العامل الاسرائيلي مازال قويا في الداخل اللبناني وأن العدو مازال قادرا على توجيه الرسائل الامنية ويستهدف الكادرات والقيادات وقادر على الوصول إلى المناطق الأكثر حصانة خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة صيدا عملية اغتيال أو محاولة اغتيال لقيادات فلسطينية ولبنانية ، بل ربما تكون المدينة من أكثر المناطق اللبنانية التي شهدت عمليات اغتيال استهدفت قيادات سياسية وأمنية خلال السنوات الماضية والتي لم تتوقف ولم تستطع الأجهزة الأمنية الرسمية وغير الرسمية وضع حد لهذه الموجة التي تؤدي في أغلب الاحيان إلى اغتيال القيادي المستهدف وإثارة جو من الرعب والهلع بين سكان المدينة.
ومن أبرز عمليات الاغتيال أو محاولة الاغتيال التي شهدتها مدينة صيدا خلال السنوات الماضية والتي استهدفت قيادات وكادرات من مختلف الاتجاهات السياسية كانت عملية اغتيال ابو حسن سلامة القيادي في المقاومة الاسلامية عام 1998 .
واغتيال الاخوين محمود ونضال المجذوب يوم 26/5/2006 القياديين في حركة الجهاد الإسلامي واغتيال القيادي في حركة فتح كمال مدحت يوم 23 أذار 2009 وعملية اغتيال مسؤول حركة فتح في مخيم المية ومية فتحي زيدان الملقب بالـ “زورو” قرب مستديرة الامريكان بتاريخ 12 نيسان 2016 ومحاولة اغتيال الملحق الامني في السفارة الفلسطينية اسماعيل الشروف بتاريخ 29 كانون الثاني 2017.
وإذا كنا قد استعرضنا العمليات الارهابية التي استهدفت قيادات فلسطينية ولبنانية في مدينة صيدا ، فإن محاولات احبطت خلال السنوات الماضية وكانت تستهدف قيادات وفعاليات رسمية وحزبية وسياسية لبنانية وفلسطينية في المدينة .
لاشك أن محاولة اغتيال القيادي في حماس تشير مجددا إلى أن الساحة الأمنية في مدينة صيدا بشكل خاص ولبنان بشكل عام مازالت مكشوفة ، وأن العدو (مهما يكن ومن يكن) مازال قادرا على توجيه ضربات مؤلمة ، وبالتالي فإن الاختراقات الاسرائيلية (كما تؤكد الفصائل والقيادات) التي ضربت اليوم مدينة صيدا بالتزامن مع الاختراقات الاقتصادية والثقافية للبنان يؤكد على أن العدو مازال في مرحلة الهجوم المؤثر على الأوضاع العامة في البلاد .
فهل تكون محاولة اغتيال الكادر التنظيمي في حماس محمد حمدان بداية لمرحلة جديدة من الاغتيالات في مدينة صيدا ؟
لم يحدد أي من الأطراف الرسمية وغير الرسمية شخصية المستهدف محمد حمدان وما هي مهماته في حماس ، ولم تحدد الأطراف بعد لماذا تم اختيار حمدان ؟ وما هي خلفيات ودوافع العملية الارهابية التي هزت مدينة صيدا ؟ وبذلك لا يمكن التعمق بالتحليل ، ولا يمكن وضع الافتراضات بسهولة ، لهذا فقد تكاثرت التحليلات دون وقائع وكثرت الأقاويل دون مستندات ولا يمكن القول اليوم ما إذا كانت محاولة اغتيال حمدان هي مجرد رسالة لحركة حماس فقط ، أم أنها بداية لمرحلة أسلوب صراع جديد سيتبعها الاحتلال الاسرائيلي بالصراع مع الفصائل الفلسطينية واللبنانية وبالتالي هل تكون واحدة من العمليات الارهابية الاسرائيلية في إطار سياسة جديدة سيتبعها الاحتلال بالتعامل مع حماس أو غير حماس .
أبواب الصراع مفتوحة على كل الاحتمالات والعدو لا يتوقف ولم يتوقف يوما عن تنفيذ مخططاته وعملياته الارهابية ، وهذا يتطلب من الأجهزة الأمنية والأحزاب والفصائل أن تبقى في حالة من الحيطة والحذر ، لأن لبنان والقوى الفلسطينية أمام عدو شرس ويتبع أساليب وحشية وإرهابية لتحقيق أهدافه وتوجيه رسائله .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المتابعون

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مخيمات

2016

الويندوز للجميع