حصار مطبق من كافة الجهات ، حتى ان باطن الأرض ، تكفل به الصهاينة
الدواعش مع "الاشقاء" على الحدود .. لم يعد في الأفق قريب أو بعيد إلا و قد شارك
في هذه الجريمة . الهدف تركيع غزة ، من لم يركع في الحرب يركع بغير الحرب !
لما تمكنت غزة من الصمود في ثلاثة حروب متوالية ، و صدت كل المؤامرات
التي حيكت للنيل من صمودها ، كان البديل عند القوى المعادية هو الأطباق
عليها بالحصار بالتجويع و الحرمان من أبسط الحياة المدنية . مطلب واحد
يتفق الجميع عليه ! كل من يحاصر غزة لديه طلب وحيد لا ثاني له : تسليم
السلاح و الاستسلام . و هو ما يعني إلغاء المقاومة و التنكيل بالمقاومين
و استعادة الجنود الصهاينة الأسرى ، و توجيه إنذار لكل من يفكر
بمقاومة الاحتلال الصهيوني بأن مصيره سيكون الدمار و الزوال . فهذا زمن
يحدد فيه مصير كل مقاوم أما بالشهادة أو الأسر أو الحصار . يريد
الصهاينة اليهود و المتصهينون العرب أن يقولوا بصوت عال أن لا فائدة
من المقاومة و لا خيار إلا خيار الاستسلام و القبول بالحلول التصفوية ،
و أن الفلسطينيين هدف رئيسي في مؤامرة صفقة القرن وما عليهم الا الإذعان
و الاستسلام . لا سبيل الا هذا السبيل و لا بديل عن الركوع . هذا ما يراد
لغزة المقاومة . لقد قالوا للسيد الحمدلله بانه يمكن للحكومة في رام الله
ان تتسلم المرافق و المؤسسات و الحدود و تقوم بمهامها الكاملة دون
ضغوط من احد . لكن الرد جاء بان سلاح المقاومة هو الاساس ، لن
يسمح بوجود السلاح ! و هنا يبرز السؤال : من يحمي غزة من العدو
الصهيوني .. و هل تريدون حال غزة كحال الضفة يدخلها الجنود الصهاينة
ومعهم المخبرون و المستعربون ينكلون و يعتقلون دون ان يواجههم احد ؟
من يقبل لغزة التي تحررت بشلالات الدماء ان تستباح من جديد من قبل
هذا العدو المجرم الذي يعتقل الالاف من رجالنا و نساءنا و اطفالنا ، و يعتدي
على مقدساتنا و يهود بلادنا و ينكل يوميا باهلنا في الضفة ! من يقبل ذلك ؟
ان اهانة غزة و اذلالها اهانة لكل فلسطيني اينما كان . و ان انقاذ غزة و فك
الحصار عنها مهمة كل شريف حر مهما كانت مواقفه السياسية و الفكرية .
الخلافات بيننا سياسية او تنظيمية ، و يجمعنا المصير الواحد شئنا ام ابينا .
لنرفع اصواتنا في كل مكان من اجل عزة غزة و رفع الضيم عنها .
ماهر الصديق